العلا هي موطن للجمال الطبيعي المذهل، مع مواطن متنوعة ازدهرت مع الحياة وعاشت مع أجدادنا الأوائل. وقد تم تخصيص منطقة
الوادي الجميل في شرعان كمحمية طبيعية، مما يضع معيارًا جديدًا في المنطقة لإعادة التوازن بين النظم البيئية الصحراوية الحساسة
ويعكس التزام المملكة العربية السعودية بالحفاظ على البيئة الطبيعية للأرض.
وسيتبلور جزء من هذ الالتزام عبر إنشاء الصندوق العالمي للنمر العربي، وهو النوع الذي كان منتشراً في جميع أنحاء جبال العلا في
السابق.
وتتمثل مهمة الصندوق العالمي لحماية النمر العربي في "ضمان وجود مجموعة قابلة للحياة ومدارة بشكل مستدام من النمر العربي،
مع توفير فرائسه البرية ومواطنه الطبيعية وضمان تعايشه مع المجتمعات المحلية".
صنف النمر العربي على أنه معرض للخطر الشديد من قبل الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة.
وقد تم الاعتراف بالحاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لإنقاذ النمر العربي من الانقراض من المملكة العربية السعودية وفي المنطقة بشكل عام. وحاليا لا توجد إحصائيات دقيقة للعدد الكلي للنمور العربية التي ما زالت على قيد الحياة في البرية، لكن قد يصل المجموع الكلي للبالغين منها إلى أقل من 250 نمراً، أو حتى إلى أقل من 100. أما هذه المجموعات الصغيرة المتبقية، فهي معزولة، ومجزأة ومهددة بالانقراض. وفي المملكة العربية السعودية فهناك على الأرجح أقل 50 نمراً عربياً، ومن المحتمل عدم وجود نواة لتكاثرها هناك.
وتراجعت أعداد هذه النمور بسبب اضطهاد البشر من خلال الصيد والتسميم، وانحسار أعداد فرائسها إلى جانب التوسع في التنمية حول موائلها الطبيعية. كما أن الانخفاض في أنواع الفرائس يعود أيضا إلى الصيد الجائر والرعي الشديد للغطاء النباتي من قبل الماشية المحلية.
ويبدو أن أعداد النمر العربي وصلت إلى مستويات منخفضة للغاية لدرجة أن تلك الأنواع قد لا تتمكن من البقاء في البرية بدون دعم برنامج تأهيل يرتكز على الحيوانات المرباة.
سيشارك الصندوق مع المنظمات الوطنية والإقليمية الهادفة للحفاظ على النمر العربي وموطنه. حيث تحتاج النمور المهددة بالانقراض إلى مواطن معزّزة ومجموعات من الفرائس لتبقى، فضلًا عن ممرات محمية لربط التجمعات المبعثرة على نحو متزايد. بالإضافة إلى ذلك، سيتم استخدام التمويل للتعريف بحالة هذا النوع ورفع مستوى الوعي حول التهديدات التي تواجهها مثل فقدان الموطن، والصيد التنافسي والتسمم.
وستسعى حملات التثقيف العام إلى الحدّ من الصراع الإنساني الفوضوي وإظهار قيمة النمور للمجتمعات المحلية، من خلال مبادرات
السياحة الإيكولوجية على سبيل المثال. ومن الأمور التي يجب القيام بها تمويل عمليات مسح شاملة لتوزيع النمر العربي داخل المملكة العربية السعودية وتحديد المجالات الرئيسية للحماية، وتقييم التهديدات مثل أعداد الفرائس والصيد غير المشروع وتعزيز مرافق التربية في الأسر الموجودة. ويمكن أن يتبع ذلك تقييم إضافي للأنواع وموائلها في البلدان المجاورة.
سيركز الصندوق على دعم مجموعة من المبادرات المتعلقة بما يلي:
سوف تستند الاستثمارات إلى المقترحات التي تقدم تفاصيل عن خلفية المشروع، والإجراءات والنتائج المتوقعة للحفظ، بالإضافة إلى طرق قياس النجاح.
يكمن هدفنا طويل الأجل في نقل برنامج تربية النمر العربي إلى العلا وإطلاق الحيوانات في نهاية المطاف إلى البرية. ويعتبر إنشاء
محمية شرعان الطبيعية خطوة أولى رئيسية في إعادة توازن المسطحات الطبيعية القديمة في العلا. فنحن نقوم بتطوير وتنفيذ برامج
ترميم المواطن والنباتات لإعادة تأهيل المسطحات الطبيعية واستعادة نظمها البيئية الطبيعية وإعادة إدخال الزواحف المحلية، لتكون
جاهزة للإطلاق النهائي لمجموعات النمر العربي البري.
وفي نهاية المطاف، فإننا نطمح إلى أن نتمكن من إطلاق مجموعات النمر العربي في المناطق المحمية في
العلا، ولكنها ستكون رحلة طويلة جدًا ونريد أن نقوم بها خطوة بخطوة. حيث ينصب تركيزنا في البداية على
محاولة زيادة أعداد النمور العربية في المملكة العربية السعودية من خلال برامج التربية في الأسر والمشاركة
المجتمعية، وحماية ورعاية النمور الموجودة حاليا في المملكة.
سيعمل الصندوق العالمي لحماية النمر العربي بمثابة أداة تمكين على المستوى الدولي، حيث سنعمل على توحيد الجهود من أجل
توفير وتحسين النظرة المستقبلية لهذه الأنواع المهددة بالانقراض. وسيساهم الصندوق العالمي لحماية لنمر العربي في وضع المملكة
العربية السعودية عالميا كمركز يربط بين ثلاث قارات، من خلال العمل المباشر "على أرض الواقع"، والتدريب، والتعليم، والأبحاث
للعمل على حماية البيئة السعودية من التهديدات الطبيعية.
وستدعم المبادرة المملكة كونها دولة طموحة تحكمها رغبتها في صون وحماية أصولنا الأكثر حيوية، والمتمثلة هنا في البيئة الطبيعية
للعلا. وتماشيا مع أهداف رؤية المملكة 2030 ، فستتمكن المنظمات غير الربحية من خلق تأثير أعمق على المملكة العربية السعودية
والعالم ككل. كما ستساهم المبادرة في تنمية اقتصاد مزدهر من خلال إنشاء قطاعات جديدة للحفظ البيئي والسياحة الإيكولوجية؛
وتعزيز مجتمع نابض بالحياة من خلال المشاركة والتدريب وبناء القدرات المستدامة للمجتمعات المحلية.