لا تقتصر العلا على كونها مهدًا لحضارات عريقة، بل هي أيضًا موطن غني بالتنوع الحيوي، ومن خلال مبادرة علمية بقيادة الهيئة الملكية لمحافظة العلا وبالتعاون مع شركاء بحثيين عالميين، تم إجراء أكثر من 31,000 رصد ميداني، كشفت عن تنوع استثنائي في الكائنات الحية التي تزخر بها هذه المنطقة الفريدة

تُعد هذه الدراسة متعددة السنوات واحدة من أكثر دراسات التنوع البيولوجي شمولًا في المنطقة، حيث كشفت نتائجها المذهلة عن أكثر من 729 نوعًا وتصنيفًا، من بينها حوالي 59٪ لم تُسجّل من قبل في العلا أو في المملكة العربية السعودية، وبعضها يُعد اكتشافًا علميًا جديدًا كليًا.

تتجلى هذه الاكتشافات في مجموعة من الأدلة الميدانية الاحترافية التي توثق أبرز الأنواع:

• 165 نوعًا من الطيور، بما فيها المقيمة والمهاجرة الموسمية
• اللافقاريات مثل العقارب والعناكب والفراشات واليعاسيب التي تشكّل جزءًا حيويًا من النظام البيئي الصحراوي
• الزواحف المتأقلمة بشكل مثالي مع تضاريس العلا المتنوعة
• الثدييات المتنوعة، من الخفافيش والقطط البرية النادرة إلى الغزلان والمها العربي

تُبرز هذه الأدلة العلا كواحدة من أبرز مناطق اكتشاف الحياة البرية حول العالم.

تلتزم الهيئة الملكية لمحافظة العلا بحماية الإرث الطبيعي للمنطقة وإعادة تأهيله، منسجمين مع إرثها الثقافي الغني، وتشكّل هذه المبادرة جزءًا من رؤية أوسع لتعزيز السياحة المستدامة والمرونة البيئية والمشاركة المجتمعية الفاعلة.

وتُعد هذه الأدلة الميدانية أدوات قيّمة للباحثين، ودعاة حماية البيئة، والطلاب، وعشاق الاستكشاف، حيث تُمكّن الجميع من تعميق معرفتهم بالبيئة الطبيعية الحية في العلا.

سواء كنت تزور محميات العلا الطبيعية أو تتعرف على أسرارها من بعيد، ندعوك للتواصل مع قلب هذه الأرض التاريخية النابض بالحياة البرية. ولتكن هذه الأدلة مصدر إلهام لتجربة غنية، تذكّرنا جميعًا بمسؤوليتنا المشتركة في حماية كنوز كوكبنا الطبيعية.